تكثر الأحاديث والمعتقدات المختلفة حول الشخصية النرجسية، مما يجعلها محاطة بالكثير من المغالطات والخرافات. وفي عالم اليوم المليء بالمعلومات المتاحة على نطاق واسع، من المهم استنباط الحقائق وتفنيد الخرافات للتغلّب على سوء الفهم والتأثيرات السلبية التي قد تنتج عن هذه المعتقدات. في هذه المقالة سنتطرق إلى ستة من أكثر هذه الخرافات شيوعاً وكيفية التعامل معها بطريقة علمية وعملية.
١. الخرافة: الأشخاص النرجسيون يحبون أنفسهم كثيرًا
يُعتقد بشكل خاطئ أن الشخص النرجسي مغرم بذاته إلى درجة الهوس. الحقيقة هي أن النرجسية ترتبط بانعدام الأمان والاحتياج الماسّ لتقدير الذات. هذا الاعتقاد الخاطئ ينبع من تفسير الثقة الزائدة على أنها حب ذاتي، بالرغم من أنها في الواقع قد تكون غطاءً لشعور عميق بالنقص.
٢. الخرافة: النرجسيون غير قادرين على الشعور بالأسف
قد يبدو الأشخاص النرجسيون كما لو أنهم لا يشعرون بالندم أو الأسف تجاه أفعالهم، ولكن في الواقع، يكمن تحت سطح هذه الصورة الخارجية دفاعات عاطفية قوية. إن التحدي الحقيقي يكمن في قدرتهم على التعبير عن هذه المشاعر نتيجة لتصوراتهم المشوّهة حول القوة والضعف.
٣. الخرافة: جميع النرجسيون واثقون من أنفسهم
غالبًا ما يُنظر إلى النرجسيين على أنهم يتمتعون بثقة عالية بأنفسهم، ولكن هذه صورة نمطية سائدة ومضللة. في الواقع، قد يعاني الكثيرون منهم من انعدام الثقة الحقيقية بالنفس ويستخدمون السلوكيات النرجسية كوسيلة لتعويض ذلك.
٤. الخرافة: النرجسية هي اضطراب ذكوري بحت
من المغالطات الشائعة تصور أن الشخصية النرجسية هي سمة مقتصرة على الرجال. على الرغم من أن الدراسات قد أشارت إلى أن الرجال قد يظهرون سمات نرجسية بمعدلات أعلى من النساء، إلا أن هذا لا يعني أن النساء غير معرضات لهذا الاضطراب.
٥. الخرافة: النرجسيون ناجحون في حياتهم المهنية دائمًا
قد يعتقد البعض أن النرجسيين يمتلكون القدرة الفطرية على تحقيق النجاح في مجالات حياتهم المختلفة، خاصةً المهنية منها. في الواقع، قد يكون للسمات النرجسية تأثير مزدوج؛ ففي حين قد تساعد على الوصول إلى مراكز عليا، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى تداعيات سلبية تعرقل التقدم المهني على المدى الطويل.
٦. الخرافة: العلاقة مع شخص نرجسي مستحيلة
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن العلاقات مع النرجسيين مصيرها الفشل دائمًا. بالرغم من التحديات التي تواجهها هذه العلاقات، يمكن للعلاج النفسي وتعلّم استراتيجيات التواصل الفعّال وفرض الحدود أن يُحدث تحسنًا ملموسًا.
تشكل هذه الخرافات حواجز تحول دون فهم الشخصية النرجسية بشكل صحيح وبناء علاقات سليمة مع من يمتلك هذه السمات. يُعد الوعي والمعرفة بالأسس العلمية للشخصية النرجسية وكيفية التعامل السوي معها في مختلف مجالات الحياة خطوة أساسية في رسم طريق التغلب على هذه الخرافات والعيش بتوازن أفضل مع الذات والآخرين.
