يحيط مرض انفصام الشخصية هالة من الأساطير والمفاهيم المغلوطة التي تشكل بمجملها صورة غير دقيقة عن هذا الاضطراب العقلي المعقد. ترتبط به العديد من الخرافات التي يؤمن بها الناس، رغم أن العلم قد توصل إلى فهم أفضل لطبيعة المرض وطرق علاجه. في هذا المقال، سنفند ستًا من أبرز الخرافات حول اختبارات انفصام الشخصية لتعزيز الوعي والفهم الصحيح حول هذا الموضوع الحيوي.
1. خرافة: انفصام الشخصية يعني امتلاك شخصيات متعددة
إن مفهوم امتلاك أكثر من شخصية هو مفهوم خاطئ تماماً ولا يمت لانفصام الشخصية بصلة. الحقيقة أن انفصام الشخصية هو اضطراب نفسي يؤثر على كيفية تفكير الشخص، إحساسه، وتصرفه، ولا يقتضي الأمر تبدل الشخصيات الواعية كما يُصوّر في وسائل الإعلام أحيانًا. هذا الخلط بين الاضطرابات يؤدي إلى سوء فهم طرق التشخيص وطبيعة العلاج.
2. خرافة: الأفراد المصابون بانفصام الشخصية يكونون عنيفين دائمًا
ينتشر بين الناس اعتقاد زائف بأن المصابين بانفصام الشخصية يميلون بالضرورة إلى العنف. لكن الدراسات والأبحاث قد عرضت أن هؤلاء الأفراد غالبًا ما يكونون ضحايا العنف أكثر من كونهم مرتكبين له. هناك ضرورة للتأكيد على أن الانفصام ليس مرادفًا للعنف، ولا ينبغي تناولها هكذا في اختبارات التشخيص.
3. خرافة: اختبارات انفصام الشخصية بسيطة وقاطعة
يتوهم البعض أن تشخيص انفصام الشخصية يمكن أن يتم من خلال اختبار بسيط وسريع. في الواقع، العملية أكثر تعقيداً، حيث يقوم الأطباء بتقييم مجموعة واسعة من العوامل بما في ذلك التاريخ الطبي، الأعراض، والسلوكيات قبل أن يصلوا إلى تشخيص. العملية قد تستغرق وقتا طويلا وتتطلب متابعة دقيقة.
4. خرافة: الأعراض النفسية فقط هي التي تحدد انفصام الشخصية
على الرغم من أن الأعراض النفسية مثل الهلاوس والضلالات تعد علامات شائعة لانفصام الشخصية، إلا أن هناك أعراض أخرى يجب أخذها في الاعتبار مثل قلة الدافع والميل للانعزال، والتغيرات في الوظائف المعرفية. التقييم الشامل يشمل جميع جوانب الأعراض، ليس فقط النفسية منها.
5. خرافة: التحسن يعني الشفاء التام من انفصام الشخصية
هناك تصور خاطئ بأن علامات التحسن الظاهرية تدل على الشفاء الكامل من انفصام الشخصية. لكن المرض يعتبر اضطرابًا مزمنًا قد يحتاج إلى إدارة مدى الحياة. التحسن يعد خطوة إيجابية لكن لا يعني اختفاء الحاجة للمتابعة والعلاج.
6. خرافة: العلاج بالأدوية كافٍ لمواجهة انفصام الشخصية
غالباً ما ينظر للعلاج الدوائي كالمحور الأساسي لعلاج انفصام الشخصية، لكن الواقع أكثر تعقيدًا. نهج العلاج المتكامل الذي يشمل العلاج النفسي، الدعم الاجتماعي، وإستراتيجيات العيش الصحي يُعتبر أكثر فعالية. التركيز على العلاج الدوائي وحده قد يُغفل جوانب أخرى حيوية للتعافي.