انفصام الشخصية هو اضطراب يفهم خطأ على نطاق واسع، حيث يتداول الناس العديد من الخرافات والمفاهيم المغلوطة حوله، الأمر الذي قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على أولئك الذين يعيشون مع هذه الحالة. من المهم تصحيح هذه المعتقدات الخاطئة للتمكن من فهم حقيقة انفصام الشخصية وكيفية التعامل معها بشكل أفضل. إليكم ثماني خرافات شائعة حول انفصام الشخصية وكيفية التغلب عليها.
1. خرافة الشخصيات المتعددة
يعتقد الكثيرون بشكل خاطئ أن انفصام الشخصية يعني امتلاك شخصيات متعددة، لكن الحقيقة أن انفصام الشخصية لا يتعلق بتعدد الشخصيات. اضطراب الشخصية المتعددة هو حالة منفصلة تسمى الاضطراب التفككي الهوياتي. انفصام الشخصية يشير إلى انقسام في الفكر وتشويش في الإدراك والمشاعر، مما يمكن أن يؤثر على سلوك الشخص.
2. خرافة العنف المرتبط بانفصام الشخصية
غالبًا ما يُصوَّر المصابون بانفصام الشخصية كأفراد عنيفين في وسائل الإعلام، وهذا غير صحيح. الأبحاث تشير إلى أن المصابين بانفصام الشخصية ليسوا أكثر ميلاً للعنف من غيرهم، بل إنهم في الغالب يكونون ضحايا للعنف أكثر من كونهم مرتكبيه.
3. خرافة عدم القدرة على العمل أو العيش بشكل طبيعي
قد يظن البعض أن من يعاني من انفصام الشخصية لا يستطيع العمل أو العيش حياة طبيعية. بينما يمكن للعديد من المصابين الحفاظ على وظائفهم وعلاقاتهم ويعيشون بشكل مستقل، خصوصاً مع الدعم والعلاج المناسب.
4. خرافة أن انفصام الشخصية هو خطأ المريض
يُنظر أحيانًا إلى انفصام الشخصية باعتباره نتيجة لضعف الشخصية أو نقص في الإرادة، لكن هذه الحالة هي في الواقع اضطراب عقلي يمكن أن يكون له جذور وراثية وبيولوجية، ولا يجب إلقاء اللوم على المرضى لإصابتهم به.
5. خرافة الشفاء بالإرادة وحدها
على الرغم من أهمية الإرادة الشخصية في التغلب على الصعوبات، فإن الاعتماد على الإرادة وحدها ليس كافيًا للتعافي من انفصام الشخصية. العلاج يتطلب مقاربة شاملة تشمل الدواء، العلاج النفسي، ودعم الأسرة والأصدقاء.
6. خرافة انفصام الشخصية هو جنون
استخدام مصطلح “الجنون” لوصف انفصام الشخصية هو غير دقيق ومسيء. انفصام الشخصية هو اضطراب عقلي يمكن إدارته وعلاجه، وينبغي التعامل مع المصابين بفهم ورحمة بدلاً من التمييز والوصم.
7. خرافة عدم فعالية العلاج
يُعتقد خطأً أن انفصام الشخصية لا يمكن علاجه. في الواقع، هناك العديد من الخيارات العلاجية التي تحسن نوعية حياة المصابين بشكل كبير، ويمكن أن تؤدي إلى تحقيق استقرار دائم للأعراض.
8. خرافة عدم قدرة المصابين على فهم مرضهم
رغم التحديات التي يواجهها المصابون بانفصام الشخصية، العديد منهم واعون تمامًا بحالتهم الصحية ويمكنهم الإسهام في قرارات علاجهم. تمكينهم وإدماجهم في عملية العلاج يعزز فاعليته ويشجعهم على المشاركة النشطة في مسار التعافي.
يعتبر تحدي هذه الخرافات وتصحيح المفاهيم المغلوطة خطوة أساسية نحو تحسين الاستجابة لانفصام الشخصية والحد من وصمة العار المرتبطة به. إن فهم المرض بشكل أفضل يمكن أن يسهم في توفير الدعم الصحيح والتعاطف مع الأفراد المتأثرين، وبالتالي تحسين جودة حياتهم وإدماجهم في المجتمع.